“دور الـقـيادة الـفـعَالة في تحقيق الـتـميـز الـمـؤسسـي”
تشكل القيادة محورًا هاماً ترتكز عليه مختلف النشاطات في المؤسسات. وفي ظل تنامي المؤسسات وكبر حجمها وتشعب أعمالها وتعقدها أصبحت الحاجة ملحة لإحداث التغيير والتطوير الملائم بالشكل الذي يضمن لها الاستمرارية والتميز. وهذه المهمة لا تتحقق إلا في ظل قيادة إدارية واعية، تمتلك من المهارات القيادية ما يمكنها من تحريك الجهود وتوجيه الطاقات لتحقيق أفضل مستوى من الإنجاز.
التميز المؤسسي يتحقق من خلال القيادة الناجحة
لقد نشأ مفهوم ” إدارة التميز” للتعبير عن الحاجة إلى مدخل شامل يجمع عناصر ومقومات بناء المنظمات على أسس متفوقة تحقق لها قدرات متعالية في مواجهة المتغيرات والأوضاع الخارجية المحيطة بها من ناحية، كما تكفل لها تحقيق الترابط والتناسق الكامل بين عناصرها ومكوناتها الذاتية واستثمار قدراتها المحورية Core Competencies والتفوق بذلك في مجال العمل وتحقيق الفوائد والمنافع لأصحاب المصلحة Stakeholders من مالكين للمنظمة وعاملين بها ومتعاملين معها والمجتمع بأسره.
وتلعب القيادة الإدارية هنا دوراً محورياً مؤثراً في صياغة أهداف وغايات المنظمة وتحقيق ترابطها مع المناخ المحيط، وتفعيل عناصرها وقدراتها الذاتية. وبذلك تصبح القيادة الإدارية الإستراتيجية ذات القدرات المعرفية المتطورة من أهم مقومات وآليات ” إدارة التميز”.
كما أن مستقبل أي مؤسسة يتوقف نموه وتطوره على القرارات التي يمكن أن يتخذها القادة لتشكيل وتنفيذ وتحقيق أحلام وطموحات وأهداف المجتمع والمؤسسة.
ويجب التنويه هنا إلى تعريف ماهية القائد الفعال والمتميز، فهو القائد الذي يملك القدرة على إحداث الفارق في الإنجاز والأداء اليومي للمؤسسة من خلال وضع الرؤية والمعايير وتحديد الأهداف والقيم ورسم حدود للأولويات وإيجاد الاغراض الاستراتيجية والأهداف بعيدة المدى.
هذا ويعتبر النموذج الأوروبي للتميز The European Excellence Model من أبرز نماذج “إدارة التميز” الشائع استخدامها في العالم المعاصر. وتتبلور فلسفة النموذج الأوروبي في أن التميز في الأداء، خدمة العملاء، تحقيق المنافع لأصحاب المصلحة من العاملين وغيرهم والمجتمع بأسره إنما يتحقق من خلال القيادة التي تقوم بصياغة وتوجيه السياسات والإستراتيجيات والموارد البشرية وتستثمر العلاقات وتدير العمليات المختلفة بالمنظمة.
كيف يعرف نموذج التميز الأوروبي معيار القيادة؟
إن القيادات التنفيذية في المنظمات هي المحور الأساسي في عملها ومساراتها، وهي التي تتحمل القدر الأكبر من المسؤولية، فعلى عاتق هذه القيادات تقع مسؤولية صياغة الاستراتيجيات المستقبلية وتحديد الرؤية واستشراف وجه المستقبل، وتخطيط سياسات العمل وصناعة القرارات والتي يتوقف علي سلامتها نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها.
ولعل أهم سمات القائد التنفيذي الناجح هي السعي نحو التميز، وذلك من خلال بحث التوصل لمخرجات أكثر جودة، ونشر ثقافة الابتكار والإبداع بين العاملين، والوعي بقدرات المنافسين، وتنمية العلاقات مع البيئة الخارجية واستثمارها لصالح المنظمة.
حيث يرى نموذج التميز الأوروبي بأن القادة المتميزين يعملوا على تطوير تحفيز تحقيق الرؤية والرسالة، ويعملوا على تطوير القيم والنظم المؤسسية المطلوبة للنجاح المستدام يبدو ذلك واضحًا من خلال أفعالهم وتصرفاتهم، وخلال فترات التغيير يحافظون على ثبات الهدف وعند الحاجة يكون لهؤلاء القادة القدرة على تغيير اتجاه المؤسسة وتحفيز الاخرين على اللحاق بهم.
ويتضمن معيار القيادة حسب النموذج الأوروبي لإدارة الجودة ستة معايير فرعية، وهي:
1- الرسالة والقيم والأهداف
2- المشاركة في وضع وتطوير انظمة العمل
3- التعامل مع جميع الفئات المعنية
4- بناء ثقافة التميز لدى الموارد البشرية
5- توفير بيئة مشجعة على الابداع
6- تبني سياسة التغيير
كيف تساهم “كرييتف تكنولوجي” في دعم المؤسسات في رحلة التميز المؤسسي؟
ويأتي دور مؤسسة “كرييتف تكنولوجي” في مساندة المؤسسات المصرية نحو خطتها للالتزام بالتميز، وذلك من خلال دوراتها المعتمد بصفتها الموزع المعتمد الوحيد في مصر للمؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة